السؤال الذى ألحَّ على كثيرين فى دوائر الخارج والعالم العربى
بعد أحداث تونس وسقوط حكم زين العابدين بن على
هو:
هل يمكن أن تمتد أحداث تونس إلى بلدان عربية أخرى؟
لقد عرفت معظم الدول العربية هبات شعبية وحركات احتجاجية
بلغت درجات من العنف والصدام هزت الحكومات بسبب غلاء المعيشة
وانتفاضات الخبز ومطالبات فئوية لزيادة الأجور
ولكنها لم تصل إلى حد الثورة الشعبية التى تطيح بالنظام كما حدث فى تونس
وهى كما لاحظ كثيرون ثورة لم تقع نتيجة انقلاب عسكرى
كما هو الشأن فى كثير من الانقلابات التى حكمت الشعوب العربية
ولكنها ولدت من قلب الجموع الشعبية الغاضبة فى عفوية وتلقائية
لا يقودها حزب وليس لها رأس ولا تنتمى إلى جماعة
رغم أن جميع الظواهر كانت تدل على استسلام التونسيين التام
لبطش النظام
ولأن تونس تجسد أحوال كثير من الأنظمة العربية
التى اعتمدت فى شرعيتها على حماية الأمن وانحياز الجيش
وأقامت نظاما مستبدا معاديا للديمقراطية يستجيب لمبادئ العولمة
وصندوق النقد الدولى
وينفذ برامج للتنمية تعمل لخدمة الطبقات النافذة
على حساب الطبقات الدنيا
فقد سرت فى الأجواء العربية هواجس مقلقة
دفعت وزير الخارجية المصرى أحمد أبوالغيط
إلى التهوين من شأن التوقعات التى ذهبت إلى إمكان
تكرار أحداث تونس فى دول عربية أخرى
ولكنها فى الوقت نفسه حملت الرئيس القذافى
على إبداء «ألمه» لرحيل بن على ووجَّه اللوم للشعب التونسى
لأنه تعجل الثورة ولم يمهله حتى نهاية ولايته 2014
من الطبيعى أن يبدى الحكام العرب مخاوفهم من العدوى التونسية
خصوصا بعد أن تخلت أمريكا وفرنسا عن مساندة بن على
ولا يبدو مثيرا للدهشة أن تعوض دولة مثل تونس شرعيتها الناقصة
اعتمادا على التأييد الخارجى
فقبل ساعات قليلة من مؤشرات سقوط نظام بن على
كان الكونجرس الأمريكى يعتمد 12 مليون دولار لدعم الأمن التونسى
وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية تطلب من مجلس الوزراء الفرنسى
الموافقة على إرسال قوات أمن فرنسية لدعم بن على
فى وجه المظاهرات العنيفة التى اجتاحت البلاد
ولعل تشابه الوضع بين ما جرى فى تونس وما يجرى فى دول عربية أخرى
ظنت أن النجاح الاقتصادى الذى يرضى ويسترضى
طبقات النخبة ورجال الأعمال مع استبعاد النزوع القومى
واستئصال الحركات الإسلامية كفيل بإحداث الاستقرار المطلوب
دون حاجة إلى توفير الحريات السياسية
والانفتاح الديمقراطى والمشاركة التى توفر لأجيال الشباب فرصا متكافئة
وتضمن المحاسبة والمساءلة وتهيئ الطريق لانتقال آمن للسلطة
إن ما يجرى فى الجزائر لا يكاد يختلف عما جرى فى تونس
وإن اختلفت تفاصيل المشهد السياسى بعض الشىء
وتكاد تكون المتاعب الاقتصادية وازدياد معدلات البطالة فى الأردن
فى ظل انغلاق سياسى مزمن
هو الذى حمل هيلارى كلينتون على تحذير وزراء الخارجية العرب
فى «منتدى المستقبل»
الذى عقد بالدوحة على التحذير من حالة ركود
قد تؤدى بهم جميعا إلى الغرق فى الرمال
حتى بين دول النفط الغنية فى الخليج
أما حالة التفتت التى أخذت تتفشى فى دول أخرى
مثل السودان والعراق ولبنان واليمن
فقد تحولت إلى أمراض مستعصية
ولا ينبغى لأى دولة
ــ حتى مصر ــ
أن تضع نفسها فى خانة الناجين من النار إزاء هذه الأخطار
لقد أثبتت أحداث تونس أنه لم يعد من الممكن أن
تنسب كل الأخطار المحدقة إلى أصابع من الخارج
وننسى أن الأخطار الحقيقية تولد فى الداخل
فقد شهدت حقبة زين العابدين بن على استئصالا كاملا للحركات الإسلامية
ولم تعرف نشاطا علنيا أو سريا لتنظيم القاعدة
بل إن الشىء الوحيد الذى نجح بن على فى تحقيقه
ولقى ثناء ومساندة من الغرب كان فى التخلص من الإسلاميين
وفى خنق أحزاب المعارضة وقمعها
ومع ذلك نشبت الثورة من حيث لا يدرى أحد رغم كل المساعدات الأمريكية
والأوروبية التى جعلت من تونس نموذجا مزدهرا وناجحا للشراكة المتوسطية
وهو ما حدا بنتنياهو إلى إطلاق ادعائه العنصرى
بأن جذور عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط تنبع من الدول العربية ذاتها
وليس من الصراع العربى الإسرائيلى!
بعد أحداث تونس وسقوط حكم زين العابدين بن على
هو:
هل يمكن أن تمتد أحداث تونس إلى بلدان عربية أخرى؟
لقد عرفت معظم الدول العربية هبات شعبية وحركات احتجاجية
بلغت درجات من العنف والصدام هزت الحكومات بسبب غلاء المعيشة
وانتفاضات الخبز ومطالبات فئوية لزيادة الأجور
ولكنها لم تصل إلى حد الثورة الشعبية التى تطيح بالنظام كما حدث فى تونس
وهى كما لاحظ كثيرون ثورة لم تقع نتيجة انقلاب عسكرى
كما هو الشأن فى كثير من الانقلابات التى حكمت الشعوب العربية
ولكنها ولدت من قلب الجموع الشعبية الغاضبة فى عفوية وتلقائية
لا يقودها حزب وليس لها رأس ولا تنتمى إلى جماعة
رغم أن جميع الظواهر كانت تدل على استسلام التونسيين التام
لبطش النظام
ولأن تونس تجسد أحوال كثير من الأنظمة العربية
التى اعتمدت فى شرعيتها على حماية الأمن وانحياز الجيش
وأقامت نظاما مستبدا معاديا للديمقراطية يستجيب لمبادئ العولمة
وصندوق النقد الدولى
وينفذ برامج للتنمية تعمل لخدمة الطبقات النافذة
على حساب الطبقات الدنيا
فقد سرت فى الأجواء العربية هواجس مقلقة
دفعت وزير الخارجية المصرى أحمد أبوالغيط
إلى التهوين من شأن التوقعات التى ذهبت إلى إمكان
تكرار أحداث تونس فى دول عربية أخرى
ولكنها فى الوقت نفسه حملت الرئيس القذافى
على إبداء «ألمه» لرحيل بن على ووجَّه اللوم للشعب التونسى
لأنه تعجل الثورة ولم يمهله حتى نهاية ولايته 2014
من الطبيعى أن يبدى الحكام العرب مخاوفهم من العدوى التونسية
خصوصا بعد أن تخلت أمريكا وفرنسا عن مساندة بن على
ولا يبدو مثيرا للدهشة أن تعوض دولة مثل تونس شرعيتها الناقصة
اعتمادا على التأييد الخارجى
فقبل ساعات قليلة من مؤشرات سقوط نظام بن على
كان الكونجرس الأمريكى يعتمد 12 مليون دولار لدعم الأمن التونسى
وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية تطلب من مجلس الوزراء الفرنسى
الموافقة على إرسال قوات أمن فرنسية لدعم بن على
فى وجه المظاهرات العنيفة التى اجتاحت البلاد
ولعل تشابه الوضع بين ما جرى فى تونس وما يجرى فى دول عربية أخرى
ظنت أن النجاح الاقتصادى الذى يرضى ويسترضى
طبقات النخبة ورجال الأعمال مع استبعاد النزوع القومى
واستئصال الحركات الإسلامية كفيل بإحداث الاستقرار المطلوب
دون حاجة إلى توفير الحريات السياسية
والانفتاح الديمقراطى والمشاركة التى توفر لأجيال الشباب فرصا متكافئة
وتضمن المحاسبة والمساءلة وتهيئ الطريق لانتقال آمن للسلطة
إن ما يجرى فى الجزائر لا يكاد يختلف عما جرى فى تونس
وإن اختلفت تفاصيل المشهد السياسى بعض الشىء
وتكاد تكون المتاعب الاقتصادية وازدياد معدلات البطالة فى الأردن
فى ظل انغلاق سياسى مزمن
هو الذى حمل هيلارى كلينتون على تحذير وزراء الخارجية العرب
فى «منتدى المستقبل»
الذى عقد بالدوحة على التحذير من حالة ركود
قد تؤدى بهم جميعا إلى الغرق فى الرمال
حتى بين دول النفط الغنية فى الخليج
أما حالة التفتت التى أخذت تتفشى فى دول أخرى
مثل السودان والعراق ولبنان واليمن
فقد تحولت إلى أمراض مستعصية
ولا ينبغى لأى دولة
ــ حتى مصر ــ
أن تضع نفسها فى خانة الناجين من النار إزاء هذه الأخطار
لقد أثبتت أحداث تونس أنه لم يعد من الممكن أن
تنسب كل الأخطار المحدقة إلى أصابع من الخارج
وننسى أن الأخطار الحقيقية تولد فى الداخل
فقد شهدت حقبة زين العابدين بن على استئصالا كاملا للحركات الإسلامية
ولم تعرف نشاطا علنيا أو سريا لتنظيم القاعدة
بل إن الشىء الوحيد الذى نجح بن على فى تحقيقه
ولقى ثناء ومساندة من الغرب كان فى التخلص من الإسلاميين
وفى خنق أحزاب المعارضة وقمعها
ومع ذلك نشبت الثورة من حيث لا يدرى أحد رغم كل المساعدات الأمريكية
والأوروبية التى جعلت من تونس نموذجا مزدهرا وناجحا للشراكة المتوسطية
وهو ما حدا بنتنياهو إلى إطلاق ادعائه العنصرى
بأن جذور عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط تنبع من الدول العربية ذاتها
وليس من الصراع العربى الإسرائيلى!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق